آخر الفيديوهات المسجلة لخطب ودروس الدكتور لخضر بوعلي حفظه الله


خطبة الجمعة من مسجد الشفاعة ليومه 07 ذي الحجة الموافق ليوم 09 شتنبر2016، كانت مؤثرة و مؤسسة و مصححة للمفاهيم العقدية حول عيد الأضحى، السنة النبوية المباركة.


و اافتتح الدكتور لخضر بوعلي خطبته، بالآية التي تتحدث عن البدن من شعائر الله،
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
و قدم الدكتور لخضر بوعلي تصحيحا للمفاهيم حول تشريعه سبحانه للأضحية كتقرب و تقوى وليس من أجل كثرة اللحم و كثرة الدماء، وذلك ردا على من يغير هاته القيم عما وجدت له، ومن هؤلاء شخص ذهب مسافرا قبل عيد الأضحى هاربا من النسك المطهر، بعد أن قال On est marre de tuer les moutons toutes les années
فجواب هذا الشخص وغيره قوله سبحانه
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
فقد وجد الرسول صلى الله عليه وسلم لقومه أياما يلعبون فيها، فقال صلى الله عليه وسلم، أن الله عوضهم خيرا منها عيد الفطر وعيد الأضحى، فالفطر يأتي بعد عبادة الصيام والقيام والتقرب لله، و الأضحى يأتي بعد الحج والطواف والوقوف بعرفة و غيرها، و نحن المسلمين نتبع ملة إبراهيم، مختلفين عن باقي الأجناس، نعظم مناسك الله ونحترمها، خاصة في الأشهر الحرم،
{ وَمَنْ يُعَظِّم شَعَائِر اللَّه فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب }
{ وَمَنْ يُعَظِّم حُرُمَات اللَّه فَهُوَ خَيْر لَهُ عِنْد رَبّه }
و من الأفضل أن يقوم صاحب الأضحية بنحرها تقربا لله، و أن يجمع الزوجة والأولاد على هاته السنة المؤكدة، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم  : ( يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك، فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب
قُلْنَا " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذِهِ الأَضَاحِي ؟ قَالَ : سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ . قَالَ : قُلْنَا : فَمَا لَنَا مِنْهَا ؟ قَالَ : بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ . قُلْنَا : وَالصُّوفُ , قَالَ : بِكُلِّ شَعْرَةٍ فِي الصُّوفِ حَسَنَةٌ " .

فمن استطاع الأضحية فتلك سنة مؤكدة وليست واجبا، و يستند الجمهور للحديث(( من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا ))، لكن عمر رضي الله عنه وابن عباس، لم يضحيا حتى لا يكون اتباعهما على حكم الواجب.

وأكد الدكتور لخضر بوعلي على سنة التصدق، و مساعدة الفقير واليتيم والمحتاج والأرملة الذين لا يملكون ثمن شراء الأضحية، فركز على شراء الأضحية لهؤلاء من طرف المحسنين الموسع عليهم، فهناك من اشترى أضحية لخمس أو عشر أسر ، بل إن مؤمنا ضحى ل 30 محتاجا السنة الماضية بأحفير.

و ضرب الدكتور لخضر بوعلي في ذلك مثالين واقعيين، مؤثرين جدا في موضوع الصدقة التي يضاعفها الله بعشر أمثالها، حيث إنه في خبر متواتر يمثل الذاكرة الجماعية بمدينة أرفود الصغيرة مثل مدينة أحفير، كما يحكي أحد الرجال، أن فقيرا جمع مالا قليلا واشترى مع أبنائه نعجة - خروفة - ب 750 درهما، هو كل ما لديه، و انساق أولاده أمامها وهي تتبعهم، ولحظة جرت الخروفة مسابقة لهم نحو الأمام، فقصد الأب الدراجة وامتطاها لتتبع الخروفة، فدخلت بعد مسافة لمنزل، فهم الأبناء لإخراجها بالقوة، و كان بالمنزل امرأة لها صبية، علم الفقير أنها أرملة دون كفيل ولا أضحية، فقال لأبنائه: أما رأيتم كيف ركضت الخروفة لهذا البيت بالذات دون باقي البيوت، والله لن تخرج منه، و لنا الله...




فانتشر خبر قصة الرجل الفقير والخروفة الهاربة نحو بيت الأرملة بين سكان أرفود، فجاء أحدهم للرجل المتصدق الفقير، فأقرضه مبلغا فتوجه للسوق يبحث عن خروفة اخرى، فقصده رجل شهم، فقال له إختر من الخرفان ما تريد، فاختار خروفا ثمنه 2500 درهما، وتفاجأ الرجل الفقير المحسن لهذا المتصدق عليه بمنحه مبلغا آخر قدره 5000 درهم، فكان المجموع 7500 درهم اي عشرة أضعاف  ثمن الخروفة -750 درهما- التي تصدق بها.
{مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا (160)} (سورة الأنعام)

القصة الثانية لعبد الله بن المبارك مع موفق الاسكافي الشامي، حيث كان عبد الله الرجل الصالح قد رأى رؤية فيها رجلان يحدثانه عند رأسه عن قبول حجة موفق الإسكافي و كل الحج هذا العام، فسأل ابن المبارك عن الإسكافي حتى التقى به رجلا متواضعا، فقال له سأبشرك بشيء إن حدثتني عن عمل متميز قمت به في الأيام الأخيرة.
فقال الإسكافي كل ما في الأمر أن زوجتي الحامل كان بها وحم، فاشتمت رائحة للشواء عند الجيران، فقالت أحضر لي بعضا منه في هذا الإناء، فطرقت باب الجيران، فأجابت امراة أن لحم الشواء حرام لأنها اقتطعته من جيفة لإطعام أبنائها...
فتأثر الإسكافي لأمر هاته الأرملة فأبلغ زوجته بالأمر، وكان يجمع قليلا من المال ليقصد الحج، فأحضرته له، فقدمه لجارته، وطلب أن تستغفر له جهله بحالها وهي جارته، فتقبلت صدقته و عم القبول جميع الحج ذلك العام.

و قد تأثر المصلون بمسجد الشفاعة وخشعوا لما سمعوه من قصتين في الصدقة على الفقراء رغم الحاجة والخصاصة، وكذلك أبناء و بنات أحفير يتصدقون...حيث أشار الخطيب إلى الأفراد والجمعيات الخيرية التي تسهر على جمع المال لتقديم الأضاحي للمحتاجين شاكرا إياهم، مؤكدا أن من له أضحية ويسعى إلى أخرى كذبا واحتيالا، إنما هو فقير للأخلاق، وما يهمنا هو مساعدة الفقراء فعليا، وحتى و إن وجد محتاج واحد فقط من بين 100 محتال لربح الأضحية الثانية، فنكون قد حققنا المراد، وأفرحنا عائلة فقيرة.

وبشر الإمام بوعلي المصلين باستكمال الديون التي على ذمة المسجد الأعظم بفضل صدقات المؤمنين والمؤمنات...
وشكر الله ودعا للمحسنين بالقبول والمغفرة والتواب، وأكد أن جمعية بناء المسجد الأعظم لم تدق أي باب للطلب المباشر من الأغنياء المساهمة، بل كانت الصدقات تأتي تلقائيا تباعا من المحسنين و الزوجات اللواتي تصدقن على أزواجهن بالحلي والذهب...
و من آخر المتصدقين عائلة خصصت 10000 درهم لأجل مكيفات الهواء للمسجد الأعظم، تقبل الله منهم.
و اختتم الدكتور الفاضل الخطبة الجامعة بالتذكير بصوم يوم الوقوف بعرفة على الأقل من أيام العشر الأوائل لذي الحجة، وهو يصادف يوم الأحد المقبل، إن شاء الله.
كما أخبر بموعد صلاة العيد على الثامنة صباحا يوم الإثنين 12 شتنبر.
نسأل الله أن يتقبل أعمال الدكتور لخضر بوعلي، وباقي أفراد جمعيات بناء مساجد أحفير، وكل المحسنين والمحسنات، الذين شاركوا بأموالهم و دعواتهم و سواعدهم...و أن يهبهم من فضله، و يجعلهم من مقربيه.
آمين
إليكم فيديو1 و2 للخطبة الجامعة المباركة



 
Top